-->
لوتس لوتس
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

أثر الصحافة في تطور الفنون الأدبية




أثر الصحافة في تطور الفنون الأدبية
 في الخليج العربي

المقدمة :

تعد الصحافة من أهم العوامل التي تساعد على نمو الأدب وارتقائه ذلك أنها الميدان الذي يمارس فيه أرباب الأقلام فَنَّهم. زد على ذلك ما للصحيفة من رواج لأسباب أهمها تنوع المادة، ورخص الثمن، ونحو ذلك. لهذا كانت الصحافة من أهم العوامل في نهضة الأمم في كافة جوانب حياتها، وبخاصة الأدب.
وربما يكون الجمع بين الأدب كموهبة والصحافة كمهنة هو الأكثر رواجا في سياق الحديث عن الأدب والصحافة فأكثر الأدباء وأشهرهم مارسوا الأدب وعملوا في الصحافة في ذات الوقت ، وتكفي الإشارة هنا إلى أن القاسم المشترك بين الأدب والصحافة هو القلم ويمكن ملاحظة أن الكثير من العاملين اليوم في الصحافة الخليجية هم من الأدباء .
يبقى هنا أن نطرح العديد من التساؤلات حول العلاقة بين الصحافة الخليجية والأدب الخليجي : من خدم الآخر؟ وهل الصحافة تمثل رافدا إبداعيا إضافيا يزيد من تجارب الأديب؟ أم أن الصحافة هي مقبرة الأديب التي تأخذ منه الوقت والجهد كما يقول البعض؟ لماذا انقطع الكثير من الأدباء عن إنتاج الإبداع ووقعوا فريسة للكتابة الصحفية؟
لقد ارتبط الإعلام الخليجي منذ بواكيره الأولى بالأدب فقد كانت الصحافة في بداياتها وسيلة لنقل الأدب أو التعبير عن القضايا السياسية والاجتماعية من خلاله . لذلك ولكل ما سبق يمكننا القول أن الصحافة الخليجية في بداياتها كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحركة الأدبية وأعلامها وهو الأمر الذي كان سائدا في بدايات الصحافة العربية عموما .
لذا كان واجبا علينا دراسة واقع الصحافة الخليجية ودورها في إثراء الفنون الأدبية الخليجية ، وهذا هو المحور الرئيس في دراستنا تلك ، ولن أخفي يقينا بأن ندرة المقالات والتقارير والكتب النقدية - التي عالجت تلك العلاقة ما بين الصحافة والأدب - تعد قليلة إن لم تكن نادرة ، وهذه هي مشكلة الدراسة ، فقد تغلبت على تلك المشكلة بطرق أبواب تلك الصحف الخليجية ومتابعة ما تحتويه من أعمال أدبية  ، ولكن للأسف لم أصل لنتيجة ولأن مثل تلك الأبحاث يحتاج لدراسة إحصائية مطولة ، ولذا غيرت من منهج دراستي إلى المنهج الوصفي التاريخي ، وعليه كانت تلك الدراسة المتواضعة .
أشكر كل من أمد يد العون لي في إعداد لصفحات ، وأتمنى أن تكون عن حسن الظن بها ، والله الموفق.



المبحث الأول :
مفهوم الصحافة وتاريخها العربي والخليجي


مفهوم الصحافة :
الصحافة إحدى أهم المهن، التي تنقل للمواطنين الأحداث التي تجري في محيط مجتمعهم وأمتهم، والعالم أجمع. كما تساعد الناس في تكوين الآراء، حول الشؤون الجارية، من خلال الصحف والمجلات، والإذاعة والتلفاز. ويشار إلى وسائل الاتصال المذكورة بالصحافة أو الوسائل الإخبارية. وفي كل يوم يجتمع الصحفيون في مختلف أنحاء العالم، ويحررون المقالات عن آلاف الوقائع الإخبارية. ويتولى المراسلون الصحفيون، تغطية الوقائع المحلية، بينما يغطي غيرهم، ومنهم المراسلون بالخارج، الأخبار القومية والدولية.
الصحيفة. هي كل سطح رقيق يكتب عليه[1]، والجمع صحائف وصُحُف وصُحْف، وقد ورد في القرآن الكريم ﴿إن هذا لفي الصُّحُف الأولى ¦ صحف إبراهيم وموسى﴾ [2]. والمصحف ـ بكسر الميم وضمِّها وفتحها ـ هو الجامع للصحف المكتوبة بين دفتين، قال اللغويون: إنما سمّي مصحفاً لأنه أصحف، أي جعل جامعًا للصحف، وقد غلبت التسمية على النسخة من القرآن الكريم. والصحيفة إذن أو الجريدة هي إضمامة من الصفحات أو مجموعة منها تصدر في مواعيد منتظمة وتحمل في طياتها مادة خبرية وثقافية في السياسة والاجتماع والاقتصاد والعلم والثقافة والفنون والرياضة، والذي يعمل بهذه المهنة يُسمى صحفيًا وصحافيًا.
والصحيفة نشرة مخصصة لتقديم الأخبار والتعليق عليها. وتُعد الصحف وسيلة ممتازة، لمتابعة الأحداث الجارية، كما تؤدي دورًا مهمًا في تشكيل الرأي العام. وتمتاز الصحف على الوسائل الإخبارية الرئيسية مثل الإذاعة والتلفزة، بأنها تغطي مزيدًا من الأنباء وبتفاصيل أكبر. والصحيفة عمل من أعمال الحضارة والتقدم، فليست مهمتها فقط نقل الأخبار والأحداث بل بها أبواب عن الفن والرياضة والتسلية والأبواب التجارية بكافة أشكالها، وهي تحرص على أن تلبي حاجة كل إنسان، لذلك يزداد الاهتمام بها يوما بعد يوم، ويقبل الناس عليها في أي وقت من نهار أو ليل.
ميادين الصحافة
هناك خمسة ميادين رئيسية للصحافة هي:
الصحف. وتغطي أحداثاً إخبارية تفصيلية أكثر من غيرها من الوسائل الإخبارية[3]، ولكن لا تستطيع منافسة الإذاعة والتلفاز في سرعة نقل الأنباء أولاً بأول. ولعل الميزة الكبرى للصحف على الإذاعة والتلفاز، تكمن في إمكان التعمق في تقديم الأحداث الإخبارية. وبينما تتيح الصحف للقراء استيعاب الأنباء، بمطلق الحرية والتأني؛ فإنه لايمكن للمستمعين لإذاعة الأنباء أن يتحكموا في سرعة أو وقت إذاعتهاوتأتي الأخبار عن الموضوعات المتعددة من مصادر محلية وعالمية مختلفة، تتنوع بين اتصالات شخصية، يقوم بها المراسلون والمحررون، وبرقيات عاجلة، وتقارير تتلقاها الصحيفة عبر مختلف وسائل التقنية الحديثة.
وكالات الأنباء. للصحف الكبرى والمجلات الإخبارية الوطنية، وشبكات الإذاعة والتلفاز الوطنية، مراسلون صحفيون يتمركزون في المدن الكبرى، داخل البلاد وخارجها. أما باقي الصحافة، فتعتمد اعتمادًا كليًا على وكالات الأنباء، فيما يتعلق بالأخبار الوطنية والدولية. وتشمل وكالات الأنباء الأخرى: مؤسسات بيع الأخبار ومؤسسات بيع المقالات والصور، التي تديرها منظمات تجارية تبيع موضوعات، مثل أعمدة النصح والإرشاد والمسلسلات الهزلية وأعمدة الرأي. ومن وكالات الأنباء العالمية: أجانس فرانس برس في فرنسا، وزينهوا (شينخوا) بالصين، وكيودو باليابان، ورويتر ببريطانيا، وتاس في روسيا، وأسوشييتد برس بالولايات المتحدة، والشرق الأوسط بجمهورية مصر العربية، وواس بالمملكة العربية السعودية، وسونا بجمهورية السودان.
المجلات. وهي كالصحف، حيث تمكّن الناس من متابعة الأخبار في الأوقات وبالسرعة التي تناسبهم، واختيار الأنباء التي تهمهم. وبوجه عام فإن المادة الصحفية للمجلات الإخبارية الدورية، تفوق تلك التي تُنشر بالصحف. وتُلخص المجلات الإخبارية الأسبوعية وتحلل أهم الأحداث الوطنية والدولية للأسبوع السابق. وتحوي أيضاً مقالات عن التطورات في الفن والأعمال التجارية والتعليم والعلوم وغيرها.
الإذاعة. أولى الوسائل الإخبارية التي تنقل الأحداث المحلية والعالمية؛ حيث يمكن للمذيع أن يقطع أي برنامج لإذاعة خبر ما بمجرد وصوله. ويعتمد ملايين الناس على الإذاعة، بالنسبة لنشرات الأخبار المنتظمة، والتنبؤات الجوية وغيرها.
التلفاز. يُعد المصدر الرئيسي للأخبار لكثير من سكان العالم؛ فهو يجعل الجمهور شاهد عيان للأحداث الإخبارية اليومية، بالأفلام المصورة أو الشرائط المسجلة أو النقل المباشر.
الصحافة العربية
نشأة الصحافة العربية. رغم أن بلاد الشرق الأوسط عرفت الكتابة من قديم الأزمان، إلا أن شعوبها لم تعرف الصحافة بوصفها أسلوبا لنقل الأخبار؛ فقد كانت لدى هذه الشعوب وسائلها المباشرة كإرسال الرسل والمندوبين والمنادين. وكان الشعر وكتابة الرسائل هي وسائل إعلام الجزيرة العربية، كما كان اللقاء المباشر في أسواق عكاظ والمربد وغيرهما كفيلاً بتحقيق التواصل والاتصال في حدود الظروف الحضارية.[4]
ولم يعرف العالم العربي الصحافة إلا مع قدوم الحملة الفرنسية على مصر عام 1213هـ، 1798م. وكان نابليون قد حمل معه ـ ضمن ما حمل ـ آلات طباعة مجهزة بحروف عربية وفرنسية ويونانية، وبها طبع المنشورات التي كان يوزعها على الناس متضمنة أوامره أو بياناته لتهدئة الثائرين، وقد أصدرت الحملة في القاهرة جريدتين باللغة الفرنسية هما لوكورييه ديجيبت ولا ديكاد إيجبسيان وكانت هناك صحيفة الحوادث اليومية التي بدأ صدورها عام 1214هـ، 1799م في القاهرة إبّان الحملة وبموافقة نابليون بونابرت، وكان يرأس تحريرها إسماعيل سعد الخشاب، وطبعت في نفس المطبعة الفرنسية التي أدارها المستعرب العالم يوحنا يوسف مرسال. وتوقفت الحوادث اليومية مع رحيل الحملة عام 1216هـ، 1801م، وبهذا يمكن اعتبار هذه الجريدة هي أول جريدة عربية، ولم تظهر بعدها أية جريدة إلا عام 1244هـ، 1828م، عندما أصدر محمد علي الوقائع المصرية بعد أن أنشأ مطبعة بولاق عام 1238هـ،1822م. وكان يشرف عليها عند صدورها رفاعة الطهطاوي لدى عودته من باريس، وتولاها بعده أحمد فارس الشدياق، ثم محمد عبده وآخرون.
وكان ظهور أول جريدة عربية في شمالي إفريقيا في عام 1264هـ، شهر سبتمبر 1847م وهي المبشرِّ وذلك بأمر من الحكومة الفرنسية في الجزائر.
وكانت أول جريدة عربية تصدر خارج العالم العربي جريدة مرآة الأحوال التي أصدرها رزق الله حسّون عام 1272هـ، 1854م في إسطنبول، وبعدها ظهرت حديقة الأخبار وهي جريدة أسسها في بيروت خليل الخوري عام 1275هـ، 1858م وكان يسميها جورنال حسب التسمية الفرنسية. وفي عام 1277هـ، 1860م صدرت الجوائب لأحمد فارس الشدياق في القسطنطينية وسماها جريدة. وأصدر رشيد الدحداح في نفس العام جريدة برجيس باريس وسماها صحيفة، ثم ظهرت الأهرام في الإسكندرية عام 1292هـ، 1875م لسليم وبشارة تقلا. ومازالت تصدر، وكانت قد انتقلت إلى القاهرة عام 1316هـ، 1898م.
راحت الصحافة تنتشر تباعا خلال فترات متفاوتة في مختلف الدول العربية، بين صحف ومجلات ونشرات دورية. منها طرابلس الغرب (1287هـ، 1870م)؛ دمشق لأحمد عزت العابد (1295هـ، 1878م)؛ كوكب إفريقيا في الجزائر (1325هـ، 1907م)؛ لسان المغرب (1325هـ، 1907م)؛ الإسلام في تونس (1326هـ، 1908م)؛ وأول صحيفة سياسية عراقية كانت بغداد (1908م)؛ الخرطوم في السودان (1327هـ، 1909م)؛ المعرّي في مكة المكرمة (1338هـ،1920م)؛ الكويت لعبد العزيز الرشيد (1928م).[5]

   



المبحث الثاني :
العلاقة بين الأدب والصحافة


الفرق بين الصحفي والأديب:
الفرق بين الصحفي والأديب يقول البعض أنه كالفرق بين الصحافة والأدب.. "فالصحافة مهنة والمشتغل بها صانع أما الأدب شعراً أو نثراً أو رسماً فهو فن.. والأديب هو الفنان الذي يغوص في أعماق المناجم لمتابعة ذرات الذهب ليستخرجها وينقيها من الشوائب والأتربة ويصوغها ويشكلها كما يريد.. أما الصحفي فهو الباحث بين المخلفات ليستخرج من بينها ما يمكن بيعه وتسويقه فلا يعدم وجود حلية ثمينة أو لوحة فنية جميلة.. هكذا بدأت العلاقة تتحلل شيئاً فشيئاً وأخذ الطرفان في التباعد عن بعضهما البعض.. ذلك لأن الصحافة لم تعد في نظر القائمين عليها وسيلة ثقافة وإنما هي أداة إرضاء للمستهلك وهي بهذا لا تحاول أن ترفع من مستوى متلقيها بقدر ما تحاول أن تقدم له ما يرضيه في الإطار الذي يعجبه ويفضله.[6]
وبهذا غدا الأدب في الصحافة ضيف ثقيل ينبغي التخلص منه.. فهو تارة يهمل إهمالاً تاماً.. وتارة أخرى يبعد إلى ركن قصي حيث يتوارى في خجل وحياء وهو أن أطل برأسه ففي استحياء وبمبررات تقدمها الصحيفة بين يديه وكأنما تخشى لوم اللائمين."
العلاقة بين الأدب والصحافة :
العلاقة بين الأدب والصحافة قديمة ومعروفة فمعظم الأدباء سواء كانوا عربا أو أجانب مارسوا الصحافة أو اعتمدوا الصحف كوسيلة لنشر نتاجهم فهل مرجع ذلك إلى غلاء تكلفة النشر الرسمي وندرة المطابع؟ أمام هذا وذاك نادرا ما تحتضن الدولة الإنتاجان الأدبية بنشرها وتوزيعها.
من الملاحظ، في الآونة الأخيرة، أنه طرأ على هذه العلاقة تعديل كبير. فلم يعد الأدب يحظى بالاهتمام نفسه الذي كانت توليه إياه صحافة زمان، سواء كان في العالم العربي أو في العالم الغربي. فأين نحن الآن مثلا من افتتاحيات الصحف التي كانت تكتب بأساليب نارية تؤلب القلوب والأفئدة وتنشب بسببها معارك أدبية قد تطول في الزمان وعلى سبيل المثال لا الحصر ما جرى بمصر بين العقاد وأمير الشعراء أحمد شوقي، وطه حسين ومصطفى صادق الرفاعي .
وأين كل تلك الضجة التي كانت ترافق نشر هذه المقالات في الصفحات الأولى، وما يترتب عليها من أزمات ومشاكل قد تقود أصحابها إلى المحاكم أو السجن وتاريخ الأدب العربي حافل بمثل هذه المعارك الأدبية.
أكثر من هذا فإن ظاهرة نشر القصص والروايات على صفحات الصحف اليومية قد أوشكت على التلاشي إلى حد بعيد إلا أحيانًا نادرة حيث تتولى الملاحق الصحفية إفراد بعض من مساحاتها للنتاج الأدبي،
أما الصفحات الثقافية، وخصوصا في الصحف اليومية، فإنها لا تنهض أبدا بهذه المهمة ذلك أن أعمدتها مشغولة بالتعليمات الأدبية والنقدية وبمراجعة بعض الأعمال وبالتعريف عن الإصدارات والنشاطات ومواعيد اللقاءات الثقافية.
والأدهى والأخطر من هذا كله هو أن الأدباء والشعراء أنفسهم قد انجرفوا وربما مكرهين وواعين في الآن ذاته أن القصة والقصيدة لا تؤكل خبزا! فأعلنوا صداقتهم مع صاحبة الجلالة وآثروا المادة السياسية والاجتماعية والرياضية على المادة الأدبية سواء في الصحف والمجلات وحتى الأدباء الذين يكتبون أعمدة دائمة أو شبه دائمة بالصفحات الأخيرة قد يشدون القراء إليهم بواسطة صنعة العناوين السريالية.
فهؤلاء وأولئك يجدون أنفسهم مضطرين إلى مجاراة روح العصر مجتهدين في ديباجة نصوصهم وزخرفتها خاصة إذا كان الكسب المادي الذي توفره المطبوعات اليومية والأسبوعية بشكل إغراءات خيالية، ليس من السهل تجاهلها وخاصة إن كان هذا الأخير – الأديب- عاطلا.
فهو يخوض غمار لعبة النشر اليومية يدخل في لعبة الوقت المتسارع التي تتحكم في عملية النشر اليومي بعيدا عن كتابة الروايات والقصص الطويلة التي قد تتطلب ردحا من الزمن وتسويد آلاف الصفحات ولما يطرق باب المطابع –لا حياة من تنادي- ناهيك عن السياسة العليا التي تتحكم بتلك المطبوعات. فيضطر صاحبنا إلى لجم صوته وإلى تحوير صيحاته وتقنيع كتاباته حتى لا يصطدم بالخطوط الحمراء. وفى كل هذا ضرر أكيد لمستوى الأدب والأديب معا أليس كذلك؟
وهناك أدباء كانوا بالأمس يكتبون أكثر من قصة شهريا وشعراء يكتبون أكثر من قصيدة. لكن لما دخلوا عالم الصحافة نسوا كل شيء تماما كما جرى للغراب لما أراد تقليد مشية الحمامة! فأمسوا في عداد الكتاب الفاشلين.
وإذا تمعنا في الظاهرة بكل روية أي عملية الانجراف هذه نجد أن الأديب على بينة على ما أرغمته لعبة الصحافة وبريقها الخادع الزائف على التخلي عن إبداعه إلى إنفاق كل وقته في تدبيج المقالات لهذه الصحيفة أو تلك المجلة.
وعن العلاقة بين الأدب والصحافة يقول المرحوم أمين الخولي: (إن الأدب فن التعبير والصحافة صناعة الاتجار بالخبر.. ولن يصل الأدب في يوم من الأيام إلى مرتبة الحرفة إلا إذا تنازل عن حريته ومسؤوليته ليخضع لعبودية أصحاب الحرف .. ولذلك فالصحافة خبر وموضوع .. والصحافة توزيع وإعلان .. والصحافة وسيلة إعلام ونشر .. والصحافة لهذا عمل له أصوله وقواعده وله ارتباطه بعوامل أخرى .. ولا علاقة للأدب بكل هذه المؤثرات الخارجية .. وإنما ينبع المؤثر على الكتابة من داخل نفس الكاتب لا من خارجها .. وحتى مؤثرات المجتمع والثقافة وتيارات الحياة لا تؤثر إلا بعد أن تصبح حقائق ثابتة).
من يلتهم الآخر؟
الكثير من الأدباء يقولون أن الصحافة تلتهم الأديب من منطلق أنها تجرف الأديب نحو اتجاه آخر وتسرق وقته الذي كان ينبغي أن يكون حكرا على الإبداع وهو الأمر الذي لا يتفق معه الكثير من العاملين في الصحافة من الأدباء ومن هؤلاء الكاتب والاديب والباحث والإعلامي السوري جان الكسان الذي عمل خمسون عاماً في الأدب والصحافة حيث يقول في إحدى المقابلات الصحفية:" أنا لا أرى تناقضا بين مهمة الصحافة والعطاء الأدبي إلا في أدوات التعبير ، فقد يكون الأديب صحافيا ناجحا أو العكس ، خاصة وان أسباب التفرغ للنتاج الأدبي غير متيسرة بصورة عامة للأدباء العرب.[7]



المبحث الثالث :
دور الصحافة في إثراء الأدب الخليجي


إن الصحافة تتيح للإبداع قنوات جديدة للانتشار وفضاء للتداول والتأثير والحرية، مع التأكيد في الإطار نفسه على أن الأدب يختبر مداه وجدواه في الصحافة، حيث يحقق تواصلا له ميزات خاصة، من بينها: طابع الاسترسال والتواصل مع قراء قد لا يمثل لهم الأدب ضرورة، إضافة إلى أن التلقي يتم في فضاءات مختلفة.[8]
و من بين عناصر هذا التفاعل كذلك، أن الأدب يحقق للصحف انفتاحا إذ تصبح قناة للوقوف على الوجدان والتجربة الخاصة للخيال، وعيا بأنه بواسطة الفن تثرى الروح.
إن التفاعل بين الأدب والصحافة العربية انطلق مع منتصف القرن التاسع عشر، حيث شكلت الصحف والمجلات أهم محافل التلقي والتداول للآداب الحديثة، وعرفت أكبر سجال حوله، ومن ثمة ساهمت في إضفاء الشرعية عليه.
دور الصحافة في إثراء النقد الأدبي :
ينبغي التمييز بدءا، بين النقد الأدبي العلمي أو الأكاديمي والنقد الأدبي الذي يمارس في الصحافة الثقافية، سواء في الصحف أو في المجلات. فهذان النقدان يختلف أحدهما عن الآخر اختلاف الغاية والوسيلة لئلا أقول المنهج. لكنهما يفيدان بعضهما من بعض ويلتقيان في مسار واحد هدفه ترسيخ العلاقة بين الأدب والقارئ أو المتلقي[9].
النقد في الصحافة لا يستطيع أن يقوم بمنأى عن النقد العلمي ولو اختلف عنه كثير الاختلاف. فالنقد فعل واحد، لكنه يأخذ سبيلين مختلفين يفترضهما واقع الفعل النقدي نفسه. في هذا المنحى لا بد للنقد الأدبي الصحافي من أن يتكئ على معايير النقد )العلمي( أو الأكاديمي وعلى مفاهيمهما ومناهجهما ومعطياتهما ولكن من غير أن يصبح صنوهما، أي نقدا صارما ومنهجيا وعلميا. هذا النقد الذي يمارس ما يشبه الوظيفة الإعلامية واليومية يختلف في جوهره عن النقد العلمي الذي يؤدي وظيفة أشد رصانة ومنهجية. وما يجب الانتباه إليه أن النقد العلمي مكانه الكتاب أو الدراسة، أما النقد الصحافي فمجاله الصحيفة أو المجلة. وقارئ الكتاب هو حتما يختلف عن قارئ الجريدة. وبالتالي فإن الخطابين النقديين يعيان مفهوم القارئ الذي قد يكون واحدا في حالات كثيرة، لكن قراءته للنقد في الصحيفة سيكون مختلفا عن قراءته للكتب النقدية.
وظيفة النقد الصحافي إذن تختلف كثيرا عن وظيفة النقد العلمي. لكن النقد الصحافي لا يستطيع أن يؤدي عمله على خير وجه إن لم يرتكز على النقد العلمي. والناقد الصحافي الذي لا يأتي على دراسة النقد العلمي يظل دون مستوى فعل النقد. هذا ما يجب الاعتراف به. صحيح أن النقد الصحافي هو في الغالب عمل متسرع لقارئ متسرع، لكن الناقد الصحافي الحصيف يعرف كيف يستخلص العبر والمقومات والخصائص ليعرضها على القارئ من غير إطالة أو تبحر. مع أنه قد يكون قادرا على التعمق والاستفاضة في أحيان كثيرة. لكن العمل النقدي في الصحافة يفترض شروطه الخاصة بدوره. هناك قارئ يومي يريد أن يلم بما يصدر من كتب ويريد أن يطلع بسرعة على مضمون كتاب ما، رواية كانت أم ديوانا أم نقدا، فهو لا وقت لديه ليغرق في التحليل والنقد. هذا الأمر رسخته الصحافة المعاصرة ليس في العالم العربي فحسب وإنما في العالم الغربي أيضا.
لم تعد الحركة الأدبية قادرة على أن تقوم من دون الاتكاء على الصحافة الأدبية، مثلما هي غير قادرة على القيام أيضا من دون حركة نقدية تقابلها وترافقها. الصحافة الأدبية حاجة ملحة في عصرنا، عصر الاستهلاك والسرعة. يريد المثقف والكاتب والناقد أن يدركوا ما يحصل في عالم النشر ولا يجدون أمامهم سوى الصحافة الأدبية أو الثقافية تلبي حاجاتهم. بل هم يريدون أن يطلعوا على الجديد في عالم الرواية والشعر والمسرح وسواها لكي يكونوا على بينة مما يحدث في عالم النشر.
هذا جزء من الدور الذي تضطلع به الصحافة الثقافية. لكن هناك أمورا أخرى تقوم بها وأولها هو النقد، نقد الروايات والمجموعات الشعرية والمفاهيم والمقولات، والنقد هنا أو على هذا المستوى يجب أن يكون بنّاء وواعيا الدور الذي يؤديه ومحترما العمل الذي هو على المحك. ولطالما قرأنا في الصحافة - ونقرأ - مقالات مهمة، عميقة وصائبة ومحللة لكن طبعا من دون إطالة. وبعض هذه المقالات يستحيل مرجعا يحتفظ به. وكم من مقالات صحافية لفتت أنظار النقاد إلى أعمال كان ليغض النظر عنها، بل كم من مقالات ذكّرت النقاد بشخصيات أدبية مجهولة.
أما في عالمنا الخليجي فلا يمكن تجاهل الدور الذي أدته الصحافة الأدبية أو الثقافة خصوصا في مرحلة الستينيات من القرن الفائت التي شهدت نهوض عصر الحداثة الذي أعقب عصر النهضة. كانت الصحافة هذه جزءا من المشهد الثقافي، تغطي الحدث وتصنعه في الوقت نفسه. وكانت أيضا مساحة شاسعة للسجال الأدبي والثقافي بين التيارات المتصارعة والاتجاهات المتنافرة. ومثلما حصل ويحصل في العالم استطاعت هذه الصحافة أن تجذب أقلاما كبيرة ومهمة. واليوم يُطرح سؤال: ما الذي يدفع نقادا كبارا معروفين في حقل النقد العلمي إلى الكتابة في الصحافة اليومية؟ إنهم يجدون في الصحافة الثقافية، اليومية أو الأسبوعية، فرصة لمحاورة القراء ولإثارة القضايا الراهنة مباشرة والمشاركة في السجالات الأدبية الملحة. المقالات النقدية التي يكتبونها قد تختلف عن الأبحاث التي تتطلب جهدا ووقتا، لكنها تؤدي وظيفة مهمة وتوصل رسالتها إلى شريحة كبيرة من القراء. ولعل الكثير من هذه المقالات يكون قمينا بأن يحفظ، هذا إذا لم يجمع لاحقا في كتاب، على غرار ما يفعل معظم النقاد في إقدامهم على إصدار كتب تضم مقالاتهم الصحافية.
الملاحق الصحفية ودورها في إثراء الأدب الخليجي :
في صحفنا المحلية التي تزخر بالملاحق والصفحات الثقافية والمنوعة تغيب الدراما المحلية بشكل محزن، فيما تحضر الدراما العربية بشكل خجول او منقول وتطغى الدراما الأجنبية بفعل عصر العولمة وسهولة النقل عن الوكالات والانترنت التي وفرت معينا لا ينضب، ان لم نقل سرقة مواد كاملة عن الممثلين والأفلام والمسلسلات الأجنبية.[10]
مع ان بعض الصحف المحلية اصبح عمرها الآن يتجاوز الثلاثين عاما لكنها عجزت عن إرساء تقاليد صحفية هامة مثل تخصيص صفحات وملاحق تعنى بعرض ونقد الإنتاج السمع - بصري وتحديدا نقد الدراما التلفزيونية والمحاولات السينمائية المحلية البدائية التي هي في اشد الحاجة لحركة نقدية تسهم في تطورها.
لقد أخذت الصحف تهتم بملاحقها الثقافية المتنوعة، الذي صار هو الصحيفة والصحيفة الملحق! إلا أن بعض تلك الملاحق بدورها ما فتئ منشغلا كذلك بالأخبار الخفيفة، والموضوعات الطريفة، والمواد المثيرة لقارئ مفترض منقرض، كما كانت صحافتنا العتيقة، علما بأن هناك قنوات فضائية الآن، ومواقع على الإنترنت، متخصصة في إشباع تلك الرغبات أيضا، وبعض تلك الملاحق الصحفية إنما هي عالة فيما تنقل على تلك القنوات والمواقع، وجاء مفهوم "كتاب في جريدة".
إنه قد آن الأوان أن تضطلع الصحافة بمهمات أعلى وأكبر وأهم، وتتفرد بها، وذلك عبر إثارة الحوارات المعمقة، والنقاشات حول القضايا الفكرية الجادة، التي تهم شرائح المجتمع المختلفة، وعن طريق طرح الأعمال التعليمية والمعرفية.. فبالإضافة إلى ما سبق فإن الصحيفة التي تملك موقعا قويا على شبكة الإنترنت تغدو وعاء معلوماتيا مستمرا، وتمثل موادها وثائق علمية للباحث في أي زمان ومكان، ولم تعد وظيفتها ذات الوظيفة الإخبارية اليومية، أيام "الجرنالات"، التي تنتهي أهميتها العملية بصدور العدد الجديد.
إن وظيفة الصحافة قد اختلفت عن ذي قبل، ولكي يبقى لها وجود حقيقي يجب أن تواكب تحولات العصر والإنسان .


المبحث الثالث :
دور الصحافة الخليجية في دعم القصة الخليجية

لم يرتبط فن من الفنون الحديثة بالصحافة كما ارتبط فن القصة القصيرة، ومرد ذلك في الحقيقة إلى طبيعة هذا الفن . فهو يحتاج إلى القاعدة العريضة من القراء والمتذوقين . وهذه القاعدة لا تتوفر لشيء مقروء مثلما تتوفر للصحيفة، وخاصة حين يكون صدورها يومياً مرتبطاً بمشاغل القراء ارتباطاً مستمراً، وتحتاج القصة ضماناً لتوصيلها الفني الملائم ونمو الاهتمام بها بين طبقات المجتمع إلى وسيلة اتصال تكفل لها سمة الانتشار وشموله، وسهولته وبساطته ومثل هذه المميزات لا تمكنها سوى الصحافة التي تكون بطبيعة اتصالها بالأخبار والأحداث والتيارات الثقافية والسياسية . واسعة الانتشار متوفرة للقارئ بحيث يستطيع اقتناءها وقراءتها في أي مكان.
والقصة بعد ذلك أدب مقروء لذا فإن التلقي فيها يعتمد على التذوق والتأمل . بمعنى أن اتصالها يكون عبر المقدرة القرائية المنتشرة في المجتمع . ولا يمكن والحال هذه أن تنشأ القصة القصيرة في مجتمع لا تتوفر فيه سبل النشر، لأن القصة ليست كالشعر يمكن أن ينشدها الأفراد ويتناقلونها. وهي ليست نوعاً من الحكايات الشعبية التي تكون الرواية الشفوية أساساً لوجودها في وجدان المجتمع، إن القصة نص أدبي محكم البناء قد يطول أو يقصر تبعاً لكثافة التركيب الفني وطبيعته ولكنها لا يمكن روايتها شفوياً أو اختصارها أو التزيد عليها أو الاعتماد في تلقيها على التذوق السمعي . لأن ذلك يعني القضاء على قيمتها الفنية وخصائصها التأملية.
من أجل ذلك تعتبر الصحافة هي المصدر الأمين على وجود فن القصة القصيرة فلا ينفصل تاريخ القصة القصيرة في أي مجتمع من المجتمعات عن تاريخ الصحافة الأدبية والفنية المتحررة، وعن تقدم وسائل الطباعة والنشر وازدهار وسائل الإعلام أيضاً.
وحيث أن النهضة الأدبية الحديثة في الخليج العربي بدأت متأخرة عن البيئات العربية الأخرى، فقد وجدنا المثقفين من أبناء البحرين والكويت يحاولون بكل جهدهم اللحاق بركب النهضة في الوطن العربي، ودفعتهم سرعة اللحاق هذه إلى استخراج الصحافة قبل استقدام المطبعة . حيث وجدنا الصحيفة الأولى )الكويت( تطبع في البصرة نظراً لقربها من الكويت ثم توزع داخل البلاد، ولكن هذا لم يكن يعني عدم أهمية وجود المطبعة لازدهار الصحافة، بل العكس من ذلك تماماً حيث تظل المطبعة هي نقطة الانطلاق التي بدأ منها نمو الصحافة في الخليج العربي، كما بدأ منها أيضاً نمو القصة القصيرة، فالقصة لا تظهر إلا بعد أن توجد المطبعة، ) لا مطبعة نابليون ومحمد علي التي خصصت لاتصال الحاكم بالشعب وطبع الكتب المدرسية، ولكن المطبعة التي تطبع الكتاب للقارئ لا للتلميذ  فالمطبعة هي عماد النهضة الأدبية في البيئات العربية، وهي التي أبرزت الفنون الحديثة وخاصة القصة القصيرة والرواية، ولكن رغم ذلك فقد ظلت المطبعة تمثل المشكلة الأولى بالنسبة لتاريخ الصحافة في البحرين والكويت فهي حين قدر لها أن تطبع في الخارج تعرضت لإرباك صدورها في التاريخ المحدد وتعرقل وصولها إلى القارئ، وهي حين قدر لها أن تطبع في الداخل تعرضت للتكاليف الباهظة، كما تعرضت لقيود النظام السياسي وتشدد قوانينه في حيازة أدوات الطباعة وملكيتها . وهكذا ظلت بين حالات من المد والجزر منذ صدور أول صحيفة وحتى نهاية العقد الخامس من هذا القرن.[11]
ولقد انعكست مشكلة الطباعة في البحرين والكويت على هذه المرحلة الأولى في نشأة القصة القصيرة ونموها، حيث ضيقت عليها وسائل النشر والاتصال بالقارئ حتى إننا لا نجد كتاباً منشوراً في هذه الفترة يضم مجموعة من القصص القصيرة ونستثني من ذلك كتيباً صغيراً صدر عام 1950 للقاص الكويتي فرحان راشد الفرحان عن مطبعة المعارف واحتوى على قصة واحدة بعنوان ) آلام صديق (، وفيما عدا ذلك من القصص فقد ظل نشرها مقصوراً على الصحف، ولم يتيسر طبع القصص بين دفتي ) كتاب ( ولكن توجُّه كتاب الشعر إلى نشر إنتاجهم الشعري من خلال مطابع مصر وبيروت - كما فعل إبراهيم العريض مع كل أعماله الشعرية والأدبية - يؤكد لنا أن مشكلة الطباعة كانت قائمة بحق أمام الكاتب والأديب، بل أمام الصحافة نفسها التي اضطر عدد منها إلى الصدور من الخارج حيث يتم توزيعها داخل البلاد بعد أيام قد تطول أو تقصر حسب سهولة المواصلات.
من أجل ذلك كان الارتباط وثيقاً بين القصة القصيرة في الخليج العربي وبين صحافته منذ البداية، وبخاصة وأن الصحيفة الأولى التي بدأت في الكويت والبحرين ارتبطت بالدعوات الإصلاحية التي دخلت البلاد . وتعايشت مع أفكارها المتحررة الأولى التي بزغت بوادرها مع بزوغ مطلع هذا القرن، فحيث أتيح للنزعة الإصلاحية أن تقتحم بعض الأذهان وجدت الصحافة لها مكاناً في البلاد وبالتالي أصبح الطريق مهيئاً لنشأة القصة القصيرة من خلال هذه الصحافة المنبثقة من فكرة الإصلاح والتحرر.
وليس مبالغة القول أن تأخر ظهور الصحافة في كل من البحرين والكويت يعد سبباً مباشراً في تأخر ظهور القصة القصيرة، فلقد كانت تسيطر على المجتمع ثقافة تقليدية جامدة بل إنه بحكم رواسبه الدينية المتزمتة كان يرفض مطالعة الصحف والمجلات، لأنه يعدها رمزاً للحداثة الطارئة، وأسلوباً من أساليب الضلال والغواية بين الناس، فقد كانت الجماعات المتزمتة هذه تؤثر الانكباب على الثقافة الدينية والأدبية التقليدية، الأمر الذي دفع مصلحاً كويتياً مثل عبد العزيز الرشيد إلى وضع رسالة بيّن فيها أن مطالعة الصحف من الأمور التي لا يمنعها الدين، وقد أشار لنا بذلك عبد الرزاق البصير في مقدمة كتاب )تاريخ الكويت( الذي ألفه الرشيد مبيناً مدى تخلف البيئة وجهل الناس بأمور دينهم حيث ) كانوا يتساءلون فيما بينهم عن جواز تعلم اللغات الأجنبية، ومطالعة الصحف والمجلات . ويبدو لي أن هذا التساؤل كان قوياً بشكل حاد، حتى أن المؤلف شغل ذهنه هذا الموضوع فألف رسالة يوضح فيها أن مطالعة الصحف والمجلات وتعلم اللغات الأجنبية من الأمور التي لا تخالف الدين.
ولقد دفع ذلك الدكتور محمد حسن عبد الله في دراسته الطويلة عن الحركة الأدبية والفكرية في الكويت إلى المبالغة الشديدة في الركون إلى المظاهر التقليدية المسيطرة على مجتمع الخليج العربي واعتبارها سبباً نهائياً في تأخر ظهور القصة القصيرة في الكويت، دون أن ينتبه إلى ما كان يعتمل مع تلك المظاهر السلفية من نزعات إصلاحية وتحررية بازغة من شأنها أن تهيئ لنمط جديد في ثقافة مجتمع الخليج العربي وأدبه، فهو يقطع بأننا : لن نطمع في أن نجد في (الكويت) مجلة عبد العزيز الرشيد التي ظهرت سنة 1928 قصصاً، فثقافة الشيخ، وأهدافه من إصدار مجلته، وطبيعة الجمهور الذي يتوجه إليه، والطابع الغالب على الموضوعات القصصية في العالم العربي (مع التسليم بعدم وجود القصاص الكويتي في تلك الفترة) كلها تؤكد استحالة نشر القصص في مجلة الرشيد.
ومثل هذه النظرة تتسم بالتسرع وعدم الدقة في البحث، وتوحي باضطراب موقف الكاتب من شخصية عبد العزيز الرشيد، فبينما يصفه بأنه يعبر عن موقف متحرر في أساسه الفكري، ويصفه بأنه نصير التجديد نجده يقطع باستحالة أن نطمع من الرشيد تشجيعاً للقصة في صحيفته، ولكن القضية لم تكن استحالة أو استبعاداً كما درج على ذلك معظم من تعرض لنشأة القصة القصيرة في البحرين والكويت، حيث كان في مجتمع الخليج العربي منذ أواخر الربع الأول من هذا القرن انفتاح ثقافي عرضنا له في الفصل السابق، وكانت الثقافة العربية التي بدأ دخولها في البحرين والكويت تعد لاستقبال فن القصة القصيرة، لذا لم يكن من المستحيل على مجلة عبد العزيز الرشيد التي جاءت ثمرة ذلك الانفتاح في عام 1928، أن تشجع على نشر القصة القصيرة، بل كان من الطبيعي أن تقوم بهذا الدور المبكر والرائد بالنسبة إلى الصحافة في الخليج العربي، ومصداق ذلك أنها احتضنت أول بذرة لهذا الفن الحديث فنشرت أول قصة قصيرة في الخليج العربي، وهي قصة ) منيرة ( التي كتبها شاعر الخليج ) خالد الفرج ( في العدد السادس والثامن من مجلة الكويت لشهري جمادى الآخر ورجب، سنة 1348 هـ - 1928 م . ولقد قـدم لهـــا صاحب المجلة ) عبد العزيز الرشيد ( مشيداً بها وبكاتبها، وأطلق عليها مصطلح ) رواية ( بينما هي في الحقيقة قصة قصيرة . وهو متأثر بما كان يطلقه كتاب القصة العراقية آنذاك، حيث كان مصطلح الرواية طاغياً ومختلطاً عليهم، وكانوا يسمون بها أي عمل قصصي . وللرشيد صلات وثيقة بما ينشر في صحافة العراق، لذا لم يكن بعيداً أن يقتفي آثارها في التبويب والإخراج وطبيعة الاحتفاء بالقصة.
وقد عالجت هذه القصة فكرة التحرر من ربقة التقاليد، فصورت مشكلة الدروشة، وانجذاب السذج من الناس بأولئك الذين يتلاعبون بعقول العامة، ويسلبون منهم أموالهم وإيمانهم، فيكون الثمن الذي يدفع لذلك باهضاً للغاية، كذلك الذي دفعته (منيرة) بطلة القصة عندما راحت ضحية إيمانها وتعلقها بالخزعبلات.
وهكذا فإن المفاهيم السلفية والتقليدية التي كان لها وجودها وثقلها الكبير في المجتمع لم تحل دون كتابة القصة القصيرة، وذلك أنه رغم تلك المفاهيم فإن الثقافة الحديثة والنزعات الإصلاحية المتحررة كان لها إشعاعها وتأثيرها في توجيه تلك الصحيفة الأولى.. فضلاً عن أن وجود مظاهر للثقافة البدائية لا تحول دون نشأة فن جديد وكذلك فإن ) احتفاظ جماعة ما بتركيب اجتماعي بدائي نسبياً، أو الارتداد إليه بعد تقدم سابق لا يحول على الدوام دون تحقيق إنتاج هام في الفنون . ونجد بيئة عربية دينية كبيئة ) الحجاز ( في الجزيرة العربية مثلاً تستقبل ظهور فن القصة القصيرة خلال الربع الأول من هذا القرن، كما أن بواكير القصة العربية القصيرة خرجت في المجتمع وهو يعيش مظاهر عديدة من التقليد ورواسب كثيرة من التزمت والمحافظة.
ولا نشك أبداً في أن تلك التجربة الأولى في القصة القصيرة التي كتبها خالد الفرج قد أثارت الانتباه بين المثقفين والقراء في الكويت والبحرين خلال تلك الفترة إذ أن كاتبها شاعر معروف بينهم له شهرته ومقدرته الأدبية مما يجعل ما يكتبه موضع ثقة واحترام من المهتمين بالثقافة والمتذوقين لأدبه بصورة خاصة، وهو حين نشرها في تلك الفترة المبكرة، والتي تضج بالكثير ممن يزدري الفن القصصي ويعده نوعاً من حكايات التسلية و (حزاوي) الأطفال، لم يكن يعرف مدى تقبلها ومع ذلك لم يتردد في أن يعلن عن أنه كاتبها، بل أعلنت الصحيفة ذلك - بكلمات رئيس التحرير - ورحبت به كاتباً في فن القصة وهذا يعطي انطباعاً عن الثقة الأدبية التي دفعت بالفرج وشجعته على ارتياد هذا الفن الجديد.
ومثل هذه الثقة، والمبادرة في كتابة أول قصة قصيرة بما جاء فيها من حدود الإقناع الفني، لابد أن تخلِّف أثراً وانطباعاً واضحين بين المثقفين والقراء خلال تلك الفترة، لذا كان من الممكن أن تتسع دائرة هذه التجربة الأولى سواء بالنسبة للكاتب أو بالنسبة للصحيفة الصادرة وجميع المهتمين بالأدب، ولكننا فيما توفر لدينا من مصادر تلك الفترة لا نجد امتداداً يذكر للقصة التي كتبها خالد الفرج، وهذا يرجع إلى جملة من العوامل أولها أننا لم نعثر من مجلة الشيخ عبد العزيز الرشيد (الكويت) التي كانت تصدر شهرية - إلا على خمسة أعداد ليس غير - وجدنا في الإطلاع عليها قصة ) منيرة ( لخالد الفرج، أما بقية الأعداد التي صدرت طوال عامين فهي في حكم المفقودة حيث لا تتوفر في المكتبات العامة ولا في المكتبات أو المراكز المهتمة بتراث منطقة الخليج العربي، والناقد أو المتتبع ربما كان يتوقع من هذه المجلة أن تكون قد طورت من اهتماماتها بالأدب والقصة القصيرة وخاصة في فترتها الأخيرة عندما ازداد اتصالها بالقراء، وبالثقافة العربية وأصبحت علامة مضيئة في منطقة الخليج العربي، بل إن من يطالع بعض الأعداد الموجودة من هذه المجلة يدرك أن الرشيد كان يحرص حرصاً شديداً على أن يجعل منها ملتقى للثقافة العربية، فهو حين يقدم إنتاج بعض الشعراء من تونس، يحدثنا عن النهضة الأدبية في المغرب العربي وعن العزلة الموجودة بين أدبه وأدب المشرق  كما ندرك أيضاً من مطالعة صحيفته أنه قد حاول اقتحام هذه العزلة من خلال اتصاله وعلاقته بمجلة (لسان الشعب) التونسية التي يحررها الأستاذ الشيخ الحنفي، واتصاله الوثيق بعبد العزيز الثعالبي، فضلاً عن اتصاله بالكثير من أدباء الوطن العربي ومفكريه في مصر والعراق، واتصاله بالصحافة العربية في تلك الفترة لم يكن يبعده إطلاقاً عما كان ينشر فيها من القصص وبخاصة تلك التي تتفق مع ميوله الإصلاحية، لذا فإن ضياع الكثير من أعداد هذه المجلة لا يتيح لنا حكماً نهائياً في مدى تشجيعها للفن القصصي ومدى تقبل المجتمع لهذا الفن الحديث، ولكن رغم ذلك فإن فقدانها مع وجود تلك المؤشرات في اتصال الرشيد بالثقافة العربية ربما أثار لنا بقوة أن المجلة لم تكن مقطوعة الصلة بأشكال الثقافة الحديثة ومنها القصة القصيرة.
على أن امتداد التجربة في كتابة القصة القصيرة يحتاج إلى استمرار وجود الصحيفة المهتمة بالأدب الحديث استمراراً قادراً على خلق أجواء ثقافية متفتحة ووضع فكري متحرر يمكن له أن يتحدى جمود العصر وتقاليده. ومجلة )الكويت( لم يتح لها مثل هذا الاستمرار إذ أنها لم تتجاوز العامين منذ صدورها ثم توقفت ورحل صاحبها إلى إندونيسيا، وهذان العامان لم يكونا كافيين لمثل مجلة )الكويت( من أجل تأسيس حركة أدبية راسخة مزدهرة بل انهما استقطبا ما كان لدى الشيخ الرشيد من هواجس في الإصلاح الديني والاجتماعي لا غير.
وفضلاً عن ذلك فقد استوعبت المجلة في عاميها الكثير من أهدافها الأدبية والإصلاحية في الدين والمجتمع، حيث تفاعلت فيها أقلام الكتاب والشعراء من الخليج العربي، كما طمح إلى ذلك صاحبها منذ الأعداد الأولى واستكتبت المجلة عدداً من كتاب الإصلاح في الوطن العربي منهم، الشيخ رشيد رضا صاحب المنار، وعبد العزيز الثعالبي، وشكيب أرسلان، وعبد القادر المغربي ومحمود شكري الألوسي، ولكن رغم ذلك فقد طغت الثقافة الدينية والاهتمامات الإصلاحية حول تعاليم الإسلام، التي شغلت الرشيد كثيراً والتي يعبر فيها عن انتمائه إلى مدرسة الإمام محمد عبده والشيخ محمد بن عبد الوهاب، الأمر الذي جعله يكرس جهداً كبيراً في مجلته للرد على الملحدين وأصحاب الدعاوى الباطلة التي تنزع إلى التحرر الخالص بعيداً عن الفكرة الإسلامية وتعاليمها الأصيلة ومثل هذه الاهتمامات أو الأهداف اعتبرها الرشيد وغيره من مصلحي البلاد شغلهم الشاغل، كما اعتبرها رواد الإصلاح واليقظة في الوطن العربي شغلاً شاغلاً في بدء النهضة العربية . لذا فقد صرفته عن الاهتمام الواسع باستحداث ألوان من الثقافة الجديدة كالقصة والرواية، وإن لم ينف فكرة احتضان بوادرها الجيدة التي تخدم أهدافه في محاربة المفاهيم الباطلة في المجتمع والدين .



المبحث الرابع :

كتاب في جريده ودوره في إثراء الحركة الأدبية الخليجية


يعتبر “كتاب في جريدة” أكبر مشروع ثقافي عربي مشترك أطلقته منظمة اليونسكو عام 1995 وهو المشروع الثاني من نوعه في العالم بعد المشروع الناطق بالاسبانية Périolibros ومعناه الكتاب الدوري الذي سبق “كتاب في جريدة” وكان أول مشروع لمنظمة اليونسكو أطلقته في عام 1991 في جميع دول أميركا اللاتينية واسبانيا والبرتغال ولكنه توقف بعد ست سنوات من إصداره عند العدد رقم (66) في حين ظل “كتاب في جريدة” يواصل إصداراته طيلة أكثر من عشر سنوات حيث صدر لحد الآن (105) كتاب من روائع الأدب العربي قديمه وحديثه.
يمثل “كتاب في جريدة” لدى منظمة اليونسكو أعمق وأوسع تجربة في نقل المعرفة في العالم أجمع ذلك لأنها من خلال هذه الفكرة التي تعتمد إيصال روائع الأدب والفن التشكيلي مجاناً وبالملايين من النسخ إلى قرّاء الصحف تمكنت من اكتشاف مساحات كبيرة من القارئين الذين لم يألفوا قراءة الكتب وعددهم في تزايد مطّرد في العالم الثالث وبالأخص في العالم العربي.
كما أن المنظمة الدولية استطاعت عبر “كتاب في جريدة” أن تحقق لقاءً دائماً بين مؤسسات حكومية وغير حكوميّة في خدمة الثقافة والمعرفة وتدفع الجميع للمساهمة المادية والمعنوية من أجل انجاز هذه الفكرة النبيلة والرائدة في ميدان مشروعها لنقل المعرفة والاندماج الثقافي في منطقة واسعة وهامة من العالم كالمنطقة العربية.
يضاف إلى ذلك فإن منظمة اليونسكو استطاعت عبر “كتاب في جريدة” كسر حاجز الرقابة والدفاع عن حرية الرأي والابداع في العالم العربي وهو موضوع في غاية الحساسية ومن المبادئ الأساسية التي قامت من أجلها المنظمة.
بعد سنوات من إحتضان المشروع إثر إطلاقه عام 1995 خرج “كتاب في جريدة” من منظمة اليونسكو ليتحول إلى مؤسسة مستقلة تحت الرعاية والتمويل الكامل لمؤسسة MBI Al Jaber Foundation وهي اليوم من أهم المؤسسات العربية التي تعمل جنباً إلى جنب مع منظمة اليونسكو للدفاع عن الثقافة العربية والعمل على تطوير المناهج التربويّة، برئاسة معالي الشيخ محمد بن عيسى الجابر الذي وقع بروتوكولاً هاماً مع المنظمة الدولية يرعى بموجبه “كتاب في جريدة” لتتحوّل المنظمة بعد ذلك إلى شريك ثقافي، يمثلها في كل الندوات والاجتماعات الخاصة بـ “كتاب في جريدة” الدكتور أحمد الصياد، نائب المدير العام للعلاقات الخارجية والتعاون.


أسماء الصحف الخليجية المشاركة في المشروع :
1.   الأيام - المنامة
2.   الخليج - الإمارات    
3.   الدستور - عمّان      
4.   الرأي - عمّان
5.   الراية - الدوحة       
6.   الرياض - الرياض    
7.   الصباح - بغداد       
8.   مجلة العربي - الكويت
9.   الوطن - مسقط


أسماء الصحف الشريكة السابقة :
1.   الاقتصادية - جدة
2.   عُمان - مسقط
3.   الاتحاد - أبو ظبي
4.   الشرق - الدوحة
5.   الرأي العام - الكويت





الخاتمة :



مازالت لدينا الشكوى – من عدم وجود إصدارات أسبوعية أدبية أو حتى شهرية، ومازالت الصحف الإخبارية اليومية أهم مصدر رئيسي لرصد الحركة الثقافية وظهور المواهب ورعايتها في مجالات الأدب والفنون، والتي يفترض أن تصدر عن قنوات محددة يحمل الأدباء والكتاب جميعا عضوية الإنتساب إليها. مطبوعة ثقافية تتبنى موضوعات ومضامين مختلفة للقارئ، وبوجهات نظر مختلفة أيضاً، تـُعني بالسياسي والاجتماعي والأدبي والاقتصادي والفني.
نعم .. الصحافة الأدبية خاصة لا تتوفر في وسطنا الأدبي، مما جعل مطابخ الصحف الإخبارية تعج بالشعراء والروائيين، وحتى كتاب المسرح والتلفزيون، ولولا الملاحق التي تصدرها الصحف اليومية، لوجد هؤلاء أنفسهم يعلقون قصائدهم على دفاتر الهواء.
اليوم .. لم يعد هناك أدباء وشعراء وروائيين في عالم النشر والطباعة يركضون وراء الصحافة اليومية لنشر أدبهم وأحوالهم. يحدث ذلك في جميع أنحاء العالم الذي أدرك في منعطف القرن الجاري . الصحافة للصحافة، والأدب للأدب. توظيف رؤوس الأموال في انتشار دور النشر والطباعة، وتنوع المطابع بعيدا عن الأجهزة العامة للدول، وإنشاء المعارض للناس، وحفلات التوقيع المفتوحة للناس.
وبهذا يكون الأدب في الصحافة ضيفا ثقيلا ينبغي التخلص منه، فهو تارة يهمل إهمالاً تاماً، وتارة أخرى يبعد إلى ركن قصي، حيث يتوارى في خجل وحياء، وهو إن أطل برأسه، فعلى استحياء، وبمبررات تقدمها الصحيفة بين يديه، وكأنما تخشى لوم اللائمين.
فالصحافة الأدبية باتت تعتبر في الكثير من الصحف والمجلات الخليجية شأنا ثانويا، وقد همشت هذه الصحافة حيال الصحافة الرياضية أو الصحافة الفنية. وأزمتها تشبه أزمة القراءة نفسها أو أزمة الكتاب نفسه. ويدعي أصحاب الصحف والمجلات أن هذه الصحافة لا تجلب الإعلانات، ولذلك يجب عدم إيلائها الكثير من الأهمية. ولعل هذه النظرة السلبية إلى الصحافة الثقافية تنعكس إلى مستوى النقد والنقاد. وغالبا ما يستسهل أصحاب الصحف قضية النقد فيوظفون صحافيين لا علاقة لهم بالنقد، وهنا تقع الكارثة. طبعا هذا الأمر لا ينطبق على كل الصحافة الخليجية ، فهناك صحف تحترم الصحافة الثقافية وتوليها اهتماما كبيرا، معتبرة أن الثقافة هي التي تمنح الصحيفة الوجه الحقيقي. هكذا نجد صحفا عدة تركز على العمل النقدي، وتجتذب أقلاما كبيرة لتساهم في هذا الميدان، والأمثلة كثيرة هنا لا نحتاج أن نذكرها.








المراجع :



1.    مهدي مجيد عبد الله ، الصحافة .. مفهومها و تطورها وميادينها ، الفيحاء ، 07 July, 2008 01:15:00 
2.     أديب مروه ، الصحافة العربية نشأتها وتطورها ، الطبعة 1 ، دار مكتبة الحياة  ، تاريخ النشر1961  م
3.     نادر السباعي  ، في الصحافة ضيف ثقيل ينبغي التخلص منه ، مقالة منشورة ، مجلة جيل ، 2008/07/07  .
4.     صالح البيضاني ، الأدب والصحافة.. ارتباط وثيق أم خلط مفاهيم ، صحيفة المؤتمر ، عدن ، 12-11-2008 14:34:02
5.     د.عبدالله تايه ، الإعلام الثقافي  ، دار الماجد للطباعة والنشر ـ رام الله ، الطبعة الأولى :2006
6.     صحف بلا تقاليد: فنون بلا نقد ، عمان نت- عين على الإعلام ،  14 آب 2005
7.  فضل الأيوبي ، دور الثقافة في التنمية الاجتماعية في الخليج العربي ، جامعة الإمام ، القصيم ، بريدة ، (قدم للنشر في1/1/1424هـ ؛ قبل للنشر في28/9/1424هـ)

8.     www.startimes2.com/f.aspx?t=12096314 - 9k










[1] - مهدي مجيد عبد الله ، الصحافة .. مفهومها و تطورها وميادينها ، الفيحاء ، 07 July, 2008 01:15:00 
[2] الأعلى : 18، 19
[3] - المرجع السابق .
[4] أديب مروه ، الصحافة العربية نشأتها وتطورها ، الطبعة 1 ، دار مكتبة الحياة  ، تاريخ النشر1961  م
[5] www.startimes2.com/f.aspx?t=12096314 - 9k
[6] - نادر السباعي  ، في الصحافة ضيف ثقيل ينبغي التخلص منه ، مقالة منشورة ، مجلة جيل ، 2008/07/07  .
[7] صالح البيضاني ، الأدب والصحافة.. ارتباط وثيق أم خلط مفاهيم ، صحيفة المؤتمر ، عدن ، 12-11-2008 14:34:02
[8] - المرجع السابق .
[9] - د.عبدالله تايه ، الإعلام الثقافي  ، دار الماجد للطباعة والنشر ـ رام الله ، الطبعة الأولى :2006
[10] - صحف بلا تقاليد: فنون بلا نقد ، عمان نت- عين على الإعلام ،  14 آب 2005
[11] - فضل الأيوبي ، دور الثقافة في التنمية الاجتماعية في الخليج العربي ، جامعة الإمام ، القصيم ، بريدة ، (قدم للنشر في1/1/1424هـ ؛ قبل للنشر في28/9/1424هـ)



التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لوتس

2016